قد يعتقد الساده معتقدي التدين ان مدنيه الدوله تتنافي مع الدين نفسه , وهنا لا اقصد دين بعينه بقدر ما اقصد الغلو في دين البعض منا , واتعجب ممن يقولون ان المدنيه كفر بالدين ولكن سرعان ما يزول تعجبي بمجرد سماعي لبرهانهم بحتميه الدوله الدينيه فهم لايريدون دوله دينيه بمفهومها الحقيقي بقدر انهم يريدون دوله علي قدر فهمهم المتواضع لدين يدينون به يكون لهم اليد الطولي المتحكمه في مقاليد الدوله تارة بالهيمنه الدينيه وتارة بالهيمنه الامبرياليه المتحكمه في رؤس الاموال , لافرق كبير بين مانحن فيه الان وبين تلك الدوله المزعومه بالتدين سوي الصاق كل شيء بالدين حتي ولو كان كذبا فالدوله المدنيه تتأسس على نظام مدنى من العلاقات التى تقوم على السلام والتسامح وقبول الآخر والمساواة فى الحقوق والواجبات،
واتسائل هل هذا يعيق الدين أم ان الدين ذاته يدعو الي هذا ؟
ان عظمه الاديان لاتقاس بكثرة تشريعاتها انما تقاس بمدي تنظيمها لقبول الاخر ولكنهم لايرون اللا انفسهم ,
ولكن كيف تتحقق الدوله المدنيه
اهم شرط في تأسيس الدوله المدنيه هو مدي الحرفيه في التطبيق التعريفي لكلمه مواطن فذلك المواطن يُعرف تعريفا قانونيا اجتماعيا بأنه مواطن وليس طبقا لعمل يمتهنه او دين يدين به او عرقيه ينتمي اليها
ويبقي شرط لايقل اهميه عما ذي قبل وهي الديموقراطيه العادله او ما يعرف ( الليبراديمقراطسي) فليس من العدل ايضا ان فئه تشترك في مصالح وطنيه فتبغي علي الفئه التي تقل عنها تعدادا , فتنكسر معها اسس المواطنه الحقيقيه فيستلزم اتباع سياسه التعويض عن الاضرار الديموقراطيه , حتي نجد ما يسمي بالعدل الاجتماعي وهذا ليس بمستحيل ولكنه صعب تطبيقه في عالم اقل ما يوصف بأنه عالم من العصابات الممنهجه علي اختلاف انتمائها او توجهاتها,
حقوق الانسان في الدوله المدنيه
يستخدم البعض تعبير حقوق الانسان علي انه حقوق مكتسبه ووصل الامر للمطالبه بها بصوت عال ومما لاشك فيه نحن لم نصل للدرجه الدنيا لحقوق الانسان وهذا ليس لتجاهل حكومي فقط , انما لجهل شعبي لايقل اهميه عند الدور الحكومي فكما ان القانون هو الحكم بين الناس في ظلال مدنيه الدوله يكون هناك قانون عرفي غير مكتوب يقوم على القيم الإنسانية العامة لا على القيم الفردية أو النزعات المتطرفه , وهذا يستلزم ثقافه شعبيه حقيقه لتكون بدايه مفهومها ان الحقوق تلد من رحم الواجبات وكلاهما يمثل شرف المواطن في وطنه فكم من شريف يؤدي ما عليه في هذا الوطن ؟!!
دور الدين في الدوله المدنيه
من اين تأتي الاخلاق والقيم ؟!
سؤال يفرض نفسه فالقانون يحمي او يدفع الظلم فيحقق نوع من العداله الاستثنائيه طبقا لرؤي او ادله وقرائن ولكنه لايربي النشيء او يكتسبهم الفضائل وهنا دور رجال الدين في جعل الدين يتحقق عمليا علي ارض الواقع من خلال ممارسات واعمال من يتدينون بالدين ذاته فما المعني من تحريم الكذب والكل يكذب او يسرق او يتهاون في عمله فيهمل في حقوق الاخرين التي هي في الاساس واجباته الاساسيه ودورة في هذا المجتمع فهذه هي وظيفة الدين الاصيلة فى كل المجتمعات الحديثة الحرة
وبعدهذا يقولون ان هناك تعارض بين الدين ومدنيه الدوله المبنيه علي اساس ليبرالي ونسوا او تناسوا ان الدين نفسه به من الليبراليه ما يعجز البشر ان يصيغه علي ارض الواقع ......
|