الرئيسية » ملفات » سياسي » سياسه داخليه

الحلقه الاولي
2015-05-27, 5:53 AM
كثيراً ما يُربط بين نهضة الأمم وقيام حضاراتها وبين قوة انتماء شعوبها للقضية وحملها للأمانة، سواء كان هذا الانتماء لفكرة أو لرمز أو لمؤسسة أو لجماعة أو لوطن، فالانتماء هو  مجموعة من المشاعر والأحاسيس والعواطف التي ينبثق من وجودها أفعال من الصعب تخيلها تتناسب فيها طرديا مع مدي قوة الانتماء فهو ذلك  الشعور الداخلي الذي يبعث على العمل بإخلاص وحماس وولاء من أجل الارتقاء والنهضة بما انتمى له الفرد والدفاع عنه مع استشعار الفضل عليه في السابق واللاحق فالحاجة إلى الانتماء هي من الاحتياجات الأساسية التي تدفع بالإنسان للنشاط باتجاه معين يجعل من المجموعة التي يرغب بالانتماء إليها راضية عنه
وقد ذكر وليام  كلاسر في كتابه الشهير " تول مسؤليه حياتك " أن الفرد يولد مجهز بخمس حاجات رئيسة، هي:
 الحاجات الفسيولوجية (الطعام والشراب وحاجات الوجود والامتداد). الحاجة للانتماء والمحبة- الحاجة لتقدير القوة و الحرية والمشاركة في القرار في ظل  بيئة تقبله وتقدره.....
 وهذا يقودنا الي انواع الانتماء حيث يتقسم الانتماء إلي الانتماء الديني والانتماء الوطني ويسبقهم الانتماء الفطري ( الإنساني )
فالطفل الصغير لا يدرك الوازع الديني أو الوطني بينما يدرك انتمائه إلي والديه وعائلته أو قبيلته أو جماعته .
فهذا النوع من الانتماء يحقق له الاحتياجات الاساسيه من مأكل ومشرب ولا يقل عنهم الأمن النفسي والمادي
بينما الانتماء الديني أو الوطني فيكتسب من البيئة المحيطة بكل ما فيها من ثوابت ومتغيرات طبقا لمعتقدات قابله للنمو وهذا هو مكمن الخطر الحقيقي لان هذا النمو يعتمد اعتمادا كليا علي الملقنين فيتحول الانتماء إلي تبعية وانتساب وبقليل من البرجماتيه المعاصرة يتحول الانتماء إلي ارتباط  روحي لا يفصله اللا  الموت  , وتكمن أهمية الانتماء في اعتباره صمام أمان لديمومة العلاقات الجماعية المشتركة، وهو الذي يجعل الفرد في ميل دائم للعمل من أجل نجاح المهمة التي انتمى إليها، فينطلق في عمله وتفكيره وفرحه بالإنجاز وحرصه على التعاون والتكامل لتحقيق هدفه , فإذا تحقق الانتماء الصادق في نفوس الناس في مجتمعاتهم، أو العاملين في مؤسساتهم، أو الأفراد في أسرهم، لشهدت كل مؤسسة من هذه المؤسسات نهضة مستمرة في عملها، وسعادة متنامية بين أفرادها، ويمكن أن نذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض علامات صدق الانتماء:..
من صفاء القلوب و إنجاز التكاليف في ظل تنافس في البذل والعطاء يصاحبه  زيادة الثقة المتبادلة مع الثبات في العمل و عدم الاكتراث للمناصب
ومن علامات  ضعف الانتماء:..
 التهرب عن تنفيذ المهام و التركيز على السلبيات وكثرة النقد بدون تقديم حلول من ارض الواقع مع التقليل من حجم الإنجازات والترويج المستمر للأفكار الشاذة والتثبيط من الهمم

مايحدث في مصر
كان في الماضي  جيلان يمكن أن يقال عنهم جيل الأمل ( يوليو 1952) وجيل النصر ( أكتوبر 1973) محملان بوابل من الأحلام التي مالبست أمالهم  تتحطم في ظل فساد الانظمه والانفتاح الجيد ولكنه لم يكن مدروس جيدا فظهرت طبقتان من البرجوازية المنتفعة سرعان  ماتحولت أحداهما إلي جيل منظم للإفساد وهذا ما ظهر في عهد مبارك وليس بالتبعية أن يكون رأس النظام فاسدا ليتحقق الفساد فيكفي أن يكون من الضعف هو ومن حوله في ضرب بؤر الفساد في المجتمع ومن هنا تترعرع البيئة الصالحة لنمو العناصر الاشتراكية التي سرعان ما تثور علي الأوضاع رغبتا منها في استعاده أمالهم وأحلام أجدادهم وما بين هؤلاء وهؤلاء تظهر فئات ذات انتماءات مختلفة , الكل في قرار نفسه علي حق ويدافع عن حقه بأستماته لا تقبل التهاون أو التفريط .
ضعف الانتماء أفه ثلاث أجيال قادمة اللا إذا :-
هذا يقودنا إلي الأسباب الحقيقية لضعف الانتماء ....  وحقيقة الأمر العبئ لا يقع علي الحكومات المتعاقبة فقط بل يشترك وبصورة كبيرة المعارضين وشله المنتفعين المحسوبين علي كلا الجانبين اللذين يكون انتمائهم فقط لمنافعهم ومصالحهم ألشخصيه فهم يجيدون عزف سيمفونية اوبراليه للموسيقار ميكيافلي صاحب مبدأ أيان تكون المصلحة يكون الولاء والانتماء .
كل هذا يكون في ظل حكومات لاتملك حلول حقيقية ولا حني برامج ذات بعد استراتيجي لتنميه وازع الانتماء في ظل تفرغها لتثبيت دعائم  حكمها وفي ظل معارضه لا تريد غير لعبه الكراسي الموسيقية للقفز علي مناصب الحكم في ظل ضعف ثقافة الانتماء وزرع شتلات الشعور بالظلم والمحاباة .
فيخلقون نوع من البرجماتيه الوطنية يحكمها الشعارات والأرقام ألاقتصاديه الكاذبة والوعود البراقة التي ما تلبث أن تتحول إلي أكاذيب مبررة فيختلقون نوع من عدم الثقه سرعان ما يتحول الي مرض يمرضون به , فيجدوا انفسهم امام مجموعه بعينها لايرون غيرها ليثقون بها ويحاولون بكل السبل تزيين اوناس ما يلبثوا ان ينسوا من صنعهم فيكون القتل والتشهير مصيرهم ,,,
 الحلقة الثانية  : نجاح النظم المصرية الحالية والسابقة في  دعم أواصل التفكك وضعف الانتماء
الحلقة الثالثة : مدعي التدين وهدم أواصر الانتماء الوطني وتوظيف الدين لفقد الهوية وبناء جسور التبعية

 
الفئة: سياسه داخليه | أضاف: mamdouh | علامات: المؤامرة, التدين, الانتماء, الهويه
مشاهده: 203 | تحميلات: 0 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
id="fb-root">