اثبت البترول مدي جديته في حرب 1973 هذا في الماضي ولكن الان فمن الصعب التنبؤ بمعيار جديته لان التحالفات القائمه الان بها كثير من الشوائب يصعب تنقيتها سرعان ما تنكسر روابطها فتنكشف اغطيتها وتزول التحالفات من تلقاء انفسها وما يفرض نفسه الان علي الساحه تدني اسعار البترول وكما هو معتاد كانت كلا من السعوديه والامارات وايران تتدخلان لضبط الاسعار ولكن يبقي السؤال هل هناك تحالف مع الشيطان بأعاده تحالف الثمانيات بغرق سوق النفط بطلب امريكي وبتنفيذ سعودي واليوم طلب وتنفيذ امريكي وبصمت او تشجيع سعودي ؟!!
اسباب التحالف الشائك:-
-
رغبه دول بعينها في معاقبه روسيا نظرا لمساندتها ودعمها الدائم لحكومه بشار الاسد علي اعتبار ان سوريا بمثابه بوابه العمق الاستراتيجي للامن القومي الروسي , فروسيا مازالت تنزف من جرح افغانستان والمجاهدين التي كبدت روسيا خسائر كان من نتائجها تقسيم الاتحاد السوفيتي الي مجموعه من الدول وتدرك اهميه سوريا في الوقت الراهن
-
رغبه دول أخري لمعاقبه روسيا علي أفعالها في أوكرانيا وجعلها تفكر الف مرة قبل ان تباشر بإعادة بناء الإمبراطورية السوفيتية من جديد وهذا ما يقلق الولايات المتحده في ظل تعافي بل تنامي الاقتصاد الروسي
-
تخوف البعض من تطور العلاقه بين الامريكان والايرانيين مما يمهد لتطور مفاجيء غير محسوب في النصف الثاني من العام الحالي
الدول الاكثر ترحيبا بتدني الاسعار :-
تعد كل من اليابان ومصر والاردن واسرائيل والدول المستوردة للبترول في اوربا من أكثر الدول ترحيبا نظرا لانهاء حاله الركود الصناعي في اوربا , وتخفيض عجز الموازنه في كلا من مصر والاردن وارباح لابأس بها بالنسبه لاسرائيل التي ستحاول الشراء مع توفير احتياطي لابأس به لها , وستكون أكثر الدول ترحيبا علي الاطلاق هي الصين حيث ستشهد صناعه البتروكماويات ازدهار هائل مما سيدفعها الي فتح اسواق للمواد النصف مصنعه تكون بمثابه مخازن استراتيجيه معاده استخدامها تغزو بها الاراضي الامريكيه والافريقيه
اثر تدني الاسعار علي السعوديه :-
مما لاشك فيه ان السعودية تعتمد بنحو 90% على الإيرادات النفطية فضلاً عن كونها أكبر الدول المصدرة للخام، هذا إلى جانب ما يمثله القطاع النفطي من 44% للناتج المحلي الإجمالي السعودي مما يدفع الحكومة مطرة للجوء إلى خفض الإنفاق الرأسمالي الي 37.8% , لظهور بوادر العجز في الميزان التجاري
ليست الليله كالبارحه :-
قد يعتقد البعض ان السعوديه قادرة بمفردها علي ضبط الاسعار وهذا في اساسه أكبر خطأ يقع فيه العرب لان الليله ليست اشبه بالبارحه فاليوم ظهرت مصادر واسواق لم تكن موجوده من قبل منتجين كبار جدد في أفريقيا (أنجولا ونيجيريا والنيجر ) بالاضافه رفع الانتاج الروسي إلى مستوىً يقارب إنتاج الاتحاد السوفياتي في سنواته الأخيرة , وهناك عقود تم ابرامها لتأمين واردات دول مستورده بطبيعتها للخام ولكن يبقي السؤال الاهم والملح ما فائدة تدني السعر العالمي علي الاقتصاد المصري ؟!
وهذا في المقال التالي بأذن الله تعالي
|