تقول الموسعة البريطانية في باب "هيمنه العرب علي علم الاحياء " علي مدي طويل في الفترة التي دخل العلم فيها اوربا في سبات عميق اصبح العرب الذين امتدت امبراطوريتهم الي اسبانيا في القرن التاسع هم حراس العلم الامناء المهيمنين علي علم الاحياء وعلي غيره من العلوم فمنذ القرن الخامس حتي القرن الحادي عشر كان علم الاحياء اساسا علما عربيا , وفي باب " العلوم الطبيعية " ان نقص الاهتمام بالمسائل النظرية في الامبراطورية الرومانية وأختزال الكتابة فيها الي كتيبات صغيرة وموسوعات مختزلة عديدا من المرات والضغوط الاجتماعية والاضطهادالسياسي وميول رجال الكنيسة المضادة للعلم قد اضطرت من بقي من العلماء الي الهجرةالي الشرق حيث رحب بهم المسلمون وعندما عاد الاهتمام بالعلم الي اوربا خلال القرن الثاني عشر اتجه العلماء الي اسبانيا للحصول علي النصوص العلمية , وفي " باب العلم في الاسلام " اعترافا بفضل العرب في تطوير العلم وساعدهم في ذلك المراصد الفلكية والعلوم التطبيقية التي اخذوها عن علوم الذنادقة ولكنهم ناقضوهم فيما لايتفق مع دينهم وعقيدتهم بل نقحوهاوزادو عليها ..مما سبق يتبين مدي كان التقدم العلمي للعرب عامة والمسلمين خاصةولكن هل ندري لماذا وصل الحال بالعرب الي هذا الجهل بل والامية معا.... نبداء من البداية ...عندما أرث الغربيون فكرا معادي للأسلام وزعموا لعدم امتلاكة لغير السيف فهم اصحاب قتل ودمار كذبوا والغريب انهم صدقوا الكذب كذلك استئثار الكنيسة لكل العلوم العربية وأمهات الكتب والطبية علي الخصوص منها فدفنت وعندما تم الافراج عنها نسبت الي علماءهم وكان الشرق في ذلك الوقت يتمتع بالصراعات الطائفية والجهل والفوضي من قبل رجال الدين الاسلاموسياسي حيث شنت هجوما شاسع علي العلوم العقلية والابداعية وعلوم الفلسفة والمنطق اللا في عهدين متباعدين هما عهد "صلاح الدين الايوبي " وعهد " محمد علي" وقد بدأ العلم العربي في اوائل القرن السابع الميلادي ( بعد انشاء الدولة الاسلامية ب70 سنة ) وظهرت في بلاد فارس والعراق ومصر وكان المرجع العلمي للشرق ومنقح العلوم بلاد الاندلس فقد ظهر جابربن حيان (721م-815م) في ايران وكان شيعي المذهب وظهرت وتجلت اعمالة ومؤلفاتة في عهدالخليفة هارون الرشيد وكان تلميذا نجيبا للأمام السادس جعفر بن محمد الشيعي ونسب لـ بن حيان اكثر من الف عمل علمي في الكمياءوالطب واجاد في بعض امور الفلسفة . وعندما تولي المأمون ترعرع عالم أخر الا وهوالجاحظ ( 776م-869م ) واجاد في علم الاحياء وكان اعظم مؤلفاتة كتاب" الحيوان" وهو عبارة عن سبعة أجزاء به دراسة كامله لعلم الاحياء وكثير من النوادروالقصص وكان في نفس الفترة عالم أخر من علماء العصر الذهبي وهو محمد بن موسي الخوارزمي ( 780م-850م ) وكان حجة في الرياضيات والجبر وعرف في عهدة الارقام العربية بعدما استخدم المسلمون الارقام الهندية في تعاملاتهم وقد الف كتاب الجبر والمقابلات وكان به القواعدالاساسية لحل المعادلات الخطية والهندسية وكان كثيرا مايسأل عن العلوم الفرعونيةولكنه لم يدرك اكتشافها وعندما تولي الخليفة المتوكل كان حنين بن اسحاق المسيحي (808م-873م)قد بلغ صيتة في الطب فعين كبيرا للأطباءحتي مماتة وعندما سألة الخليفة عن اسباب النبوغ ولم يكن من المألوف نبوغ غيرالمسلمين في ذلك الوقت نظرا لان كل الطوائف والاديان كانوا مطهدين من الفرس اوالرومان فاشار حنين الي معرفته باللغةاليونانية وقدرتة علي الترجمة منها الي العربية وفعلا انشاء مدرسة للترجمه وكانت اول مدرسة للترجمة في التاريخ الاسلامي بمفهومها العلمي وعلم تلاميذ مسلمون ومسيحيون وسافر الي سوريا وفلسطين ومصر وجمع كل الكتابات اليونانية من مختلف المجالات والعلوم ومنهاكتب افلاطون وارسطو جالينوس وقبراط وبقي يترجم ويعمل في الطب طيلة حياتة فقدم اكبر خدمة للعالم الاسلامي في بناء اكبرقاعدة علمية لقواعد الفلسفة والمنطق واقوال الحكماء مما ساعد علي اثراء الحياة الثقافية العربية في ذلك الوقت ومن هنا بدأء ظهور الفكر العلماني وكان بداية ظهورةعلي يد يعقوب بن اسحاق الصباح الكندي وتحديدا فقد اختلف المؤرخون في مولدةولكنهم اكدوا علي وفاتة في 870م ولقب الكندي "بفليسوف العرب" واهتم بعلم الفلك والنجوم والطب والحساب وصناعة السلاح والف 270 مقالا وترجم اكثرها الي اللاتينية واهتم بة الخلفاء العلمانيون"المأمون"و"المعتصم"و"الواثق"ولكن بوصول الاصولين للحكم وبعد وفاة حنين بن اسحاق لم يجدوا من الصعب اقناع الخليفةالمتوكل بخطورة مؤلفاتة ومؤلفات بن اسحاق فامر المتوكل بمصادرة المكتبة واغلاق المدرسة وليس هذا فقط بل واغلق مكتبتة التي كانت تفتح للعامة وامر بجلدة فجلد وهو في 62 عام بخمسين جلدة فكان اول شخصية اسلامية تقع ضحية للسلفية المضادة للعلمانية واتهم بالردة فهل كان"المأمون"و"المعتصم"و"الواثق" من المرتدين .والي الحلقة القادمة من الصراع بين الاصولية والعلمانية.
| 
